الفرق بين سياسيوا مصر وتونس وسياسيوا العراق ..
--------------------------------------------------------------------------------
إن ما يفخر به كل إنسان عربي هو تلك الانتفاضة المتواصلة التي قام بها الشعبين التونسي والمصري..
وان ما حدث لهو أوضح مصداق لفشل الهيمنة الأمريكية وسياساتها في المنطقة وان أول ما يؤشر إلى موت الإخطبوط هو موت اذرعه ..وأول ما يؤشر إلى جفاف النهر هو انحسار المياه في روافده ..
وهاهي أمريكا تؤذن بوداع الهيمنة على العالم وانهيارها القريب وأول المؤشرات هو انهيار أنظمتها التي تدعمها الواحد تلو الآخر في عاصفة تغييريه لا يعلم مداها إلا الله ..
ومن ابرز المفاخر التي تسر القلوب هو قضية المعارضين التونسيين والمصريين سواء في الداخل أو الخارج ..فأنهم لم يستغيثوا بالأمريكان أو يستعينوا بالبريطانيين أو يستنجدوا بالفرنسيين بالرغم من الجالية التونسية والمصرية الكبيرة التي تعيش في فرنسا ..كما فعل السياسيون العراقيون ..حين وقعوا بأصابعهم العشرة للأمريكان في مؤتمرات لندن وصلاح الدين وواشنطن .
المعارضون في تونس ومصر لم يطلبوا من الأمريكان أن يسقطوا النظام التونسي أو المصري ويأتوا على الدبابات الأمريكية كما فعل ساسة العراق الخونة ..
الإسلاميون في مصر وتونس لم يقفوا على أعتاب واشنطن أو لندن ولم يدخلوا هم وعمائمهم إلى البيت الأبيض الأمريكي كما فعل الدعوجية والمعممين في العراق ..
وهذا المعارض الإسلامي التونسي راشد الغنوشي مؤسس حركة النهضة الإسلامية عاد إلى تونس من منفاه بعد عشرين عاما قضاها في باريس عاد وحيدا ولم يأتي مع الدبابات الفرنسية أو من بوابة إيران الشر والعدوان ..وصرح بأنه لن يرشح في الحكومة أو رئاسة الجمهورية ..
لأنه يعلم جيدا انه لو أراد الرئاسة فانه سيحصل عليها بسهولة ولكن في مقابل ثمن باهض هو إذلال شعبه التونسي وتبديد ثرواته وتقييد حرياته ورهن مصيره ..
ليس كما فعل الاسلامويون الخونة في العراق .. نعم اقول اسلامويون واقصد بذلك الإسلام الأموي الذي ينتهجه الساسة الذين يدعون الإسلام في العراق ..
المعارضون المصريون والتونسيون لم يطلبوا حل جيوش بلادهم بل على العكس كان منظرا رائعا من الالتحام الوطني بين المنتفضين والجيش والكل ينادي مصر أولا وتونس أولا ... إلا ساسة العراق فكلهم قالوا بدون استثناء الجيب أولا أسيادنا الإيرانيون والأمريكيون أولا ..وليذهب الشعب إلى الجحيم ..كم هو البون شاسعا بينهما بين سياسيوا مصر وتونس وبين سياسيوا العراق الأمويون الخونة ..
لم نسمع ان شيوخ العشائر في تونس او مصر قاموا بإرسال برقيات بيعة وولاء إلى رؤسائهم الطغاة كما فعل شيوخ عشائر العراق مع كل طاغ وباغ وعات يحكم العراق ..
وأخيرا كم احسد الشعبين التونسي والمصري على إن الله تعالى رحمهم من عدم وجود مرجع خائن كالسيستاني في العراق ..بينهم ... وإلا لكان قد زرقهم بفتوى افيونية خالدة تجعلهم جاهلون أو نائمون أو سكارى ...وما هم بسكارى ولكن عذاب