والله الف والف البوعزيزي بالعراق لكن لم يوجد شعب مثل تونس ينتفض لهم
--------------------------------------------------------------------------------
وصلنا لأن يكون إحراق الجسد ـ قمة التعبير عن الرأي وأبلغ وسيلة للتفكير وأعظم رسالة لبث صورة المثال والقدوة.
يقال إن ثلاثة شبان عرب في ثلاثة بلدان مختلفة أحرقوا أو هموا بإحراق أنفسهم مشياً على خطى التونسي الأشهر. هل يصبح ـ البوعزيزي ـ أنموذجاً؟ وهل سيكون إحراق الجسد وسيلة للتعبير عن الرأي لملايين الشباب العربي الذين ينظرون إليه بطلاً وقدوة؟ هذا هو الواقع ـ اليوفوري ـ المأساوي وأنا أتصفح مساء البارحة بعض مواقع التواصل الشبابي على الشبكة في بعض البلدان العربية. وحتى في صلب الهزيمة النفسية يتحد الأضداد.
: حكومات قمعية عاجزة وتنظيمات معارضة وشوارع تبث رسائل الإحباط واليأس والتشاؤم.
وصلنا لأن يكون إحراق الجسد ـ قمة التعبير عن الرأي وأبلغ وسيلة للتفكير وأعظم رسالة لبث صورة المثال والقدوة.
في قصص النجاح الشحيحة أيضاً في هذا العالم العربي أصبحت القدوة إحراق الجسد. ومن المؤسف بمكان أنه في وسط هذا الفقر المادي المخيف في الموارد والثروات فإن هذا العالم العربي يتصدر أيضاً في حجم الفساد: طاولات أكل فقيرة يتصدرها من يود أن يأكل حتى التخمة. وفوق هذا هي تحاول أن تسلب الجائع الفقير المحبط أعظم الغرائز الفطرية الطبيعية التي لا بد أن يعبر عنها الجائع: أن يصرخ ويعبر عن جوعه وفقره. أن يتكلم باللسان لأنهم حين ـ كممَّوه ـ حرك أطرافه ليحرق جسده. تنسى هذه الحكومات أن في يدي ملايين الفقراء والمحبطين في هذا العالم العربي تلك الثروة الهائلة في كل جيب وبيت: أعواد الكبريت.نعم لكن تحرر غريب بيد اعواد الكبريت والعراقين الف مفخخة والف صريع وملاين الجياع والمتشردين وحرموه حتى من الحصة التمونية وبالنتيجة
لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حيًّا ** وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
واليوم كالامس متطوعين يقفون طوابير للتطوع في الجيش او الشرطة العراقية وفي كل مرة نعم كل مرة وشبابنا يموت بآلة القتل المريرة وحكومة المالكي واذنابه ومن سلطه يتوعدون بامساك الفاعلين وكلام وخلاص لكن السوال هو هل البوعزيزي لم يوجد بالعراق لا والله الف والف البوعزيزي بالعراق لكن لم يوجد شعب مثل تونس ينتفض لهم