النائبة الصدرية جنان العبيدي (جرادة) -القصة الكاملة-ارجو التثبيت
--------------------------------------------------------------------------------
شنو مشايفين نائبة بالبرلمان..؟ حكاية في زمن الاحتلال
هذه الاحداث روتها سيدة عراقية فاضلة قذفت بها ديموقراطية بوشوالكلاب الاخرى السائبة في بلدنا الحبيب الى خارج الحدود لتنضم الى طوابير الهاربينبدينهم وانفسهم وشرفهم. قالت هذه السيدة :
في شتاء 1996 وقفت سيارة صغيرة اماممنزلنا في حي الميكانيك بالدورة ونزلت منها السيدة (ام احمد) ومعها ا ثنتان منالنساء ، وما ان شاهدتها حتى هرعت اليها مرحبة بها بعد غيبة طويلة عني ، فهذهالسيدة هي زوجة مقدم استشهد على ايدي الغوغاء عام 1991 اثر انسحاب الجيش من الكويتوكان قبل استشهاده بأشهر قد شرع ببناء دار في الارض المقابلة لدارنا لكن الاشرارعجلوا بموته ليترك هذه الزوجة الصابرة المحتسبة وولدين كانا في حينها في الابتدائية، ووفاءا من هذه الزوجة البارة لزوجها فقد قررت عدم اكمال البيت او السكن فيهوهجرته بعد ان هجر حبيبها الدنيا وما فيها .
وفي عجالة اخبرتني ام احمد انها قدتعرفت على هاتين المرأتين منذ فترة وترغب ان تؤويهما في هذا البيت لوجه الله وصدقةجارية عن روح زوجها الفقيد؛ وسرى الخبر في المنطقة فهب اهلوها الطيبون ليوفروا لهنما تحتاجانه من لوازم واثاث، وخلال يومين كان البيت قد انير بالكهرباء ، ووضعتالابواب والشبابيك على بعض حجراته على نفقة المحسنين من اهل المنطقة ليصبح جاهزاللسكن.
المرأة الاولى هي الام ، واسمها (فالة) وهي اقرب للعمى منها الىالبصر فبالكاد تستطيع ان تتلمس طريقها اما الثانية فهي ابنتها واسمها ( جرادة) امرأة غامضة في الثلاثين من عمرها كنت اتحاشى محادثتها لأنها كانت تتذلل في كلامهابطريقة تخجلني ورغم ذلك فقد كان لدي احساس لم ابح به لأحد الا مؤخرا وهو ان هذهالمرأة تخفي سرا دفينا ان لم تكن مجموعة اسرار ، لذلك فقد كنت احاول – وطيلة سبعسنوات – ان اتبسط معها وأشعرها بألفتي ومودتي لها لكنها كانت تتخلص من اسئلتيبطريقة اعجب منها عندما اعود لنفسي، وكل ما عرفناه عنها انها من قرى طويريج ، توفيوالدها وهي صغيرة وعندما كبرت امها وكف بصرها وجدن ان من الاوفق لهن الانتقال الىمنطقة اخرى يجدن فيها لقمة العيش.
وبسرعة تمكنت جرادة من التغلغل في بيوتالمنطقة عارضة خدماتها على من يحتاجها من نساء المنطقة لكنها كانت تتحاشى الكلامبأمورها الخاصة فقد كانت تعمل بصمت اكسبها عطف الجميع ومودتهم..في السنتين اللتينسبقتا الاحتلال كانت جرادة تغيب عن المنزل والمنطقة كثيرا(يومين او اكثر) وعندماكنا نسألها كانت اجوبتها حاضرة ومقنعة ومرتبة فلا نملك ازاءها الا السكوت ؛ وفي نفسالفترة هذه كانت تتردد عليها امرأة لها ملامح من ريف الجنوب وعندما سألناها عنهاقالت انها قريبة لنا تعمل خادمة في البياع وتأتي كل فترة لتفقد والدتي.
فييوم 8/4/2003 وفي غمرة انشغال الناس وترقبهم لما ستصير اليه الامور وعندما كانتالاف القذائف تنزل على بغداد الحبيبة من اجل اسقاطها والاجهاز عليها وقفت سيارةاجرة على باب جرادة وخرجت المرأتان على عجل بعد ان ساعدهن السائق في وضع عدد منالحقائب والامتعة في السيارة وخلال دقائق معدودة انطلقت السيارة وعللنا نحن اهلالمنطقة هروب المرأتين بخوفهن مما ستؤول اليه الاحداث لاسيما وهن مقطوعات وبلا رجلاو وال.
وبعد ان سُبيت بغداد العزيزة واستبيح العراق بكامله وتكشفت كلالاوراق وتم تفكيك مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والشرطة استطعنا ان نتبين حقيقةجرادة وامها فلقد اخبرنا السيد (ع.د) وهو ضابط برتبة كبيرة في جهاز الامن السابق انلجرادة اخوين كانا ضمن زمر الغوغاء التي استغلت ظروف انسحاب الجيش من الكويت راحوايقتلون ويدمرون ويحرقون وعندما تمت السيطرة على الاوضاع الامنية كان احد اخوي جرادةقد سقط قتيلا فيما هرب الاخ الثاني الى ايران .
ولكي تبعد جرادة وامهاالشبهة عنهن فقد تركن المنطقة حتى تعرفن على السيدة الطيبة ام احمد زوجة الشهيدالتي آوتهما وهي لا تدري ان دم زوجها ربما يكون قد هدره احد اخوي جرادة كما افادناالسيد (ع.د)ايضا ان الجهات الامنية قد كشفت حقيقة هاتين المرأتين وكانت تتابعهنوعندما استقر بهن المقام في حي الميكانيك استدعيت جرادة وتم تجنيدها في جهاز الامنوقد قدمت معلومات مهمة ومفيدة في حينها كانت تمررها من خلالي وفي بيتي كما انالامرأة الاخرى التي كانت تتردد عليها كانت تقدم المعلومات لنا عن طريق جرادةوبتسجيلات صوتية على اشرطة كاسيت تدربن على استخدامها.
التفاصيل التي قدمهاالسيد (ع.د) عن جرادة كثيرة والتفاصيل عن الاحداث التي وقعت بين خروجها من منطقتناولحين ظهورها ثانية كثيرة ايضا ففي ذات ظهيرة تموزية قائظة سمعنا جلبة واصواتسيارات وافراد يتقافزون من هذه السيارات وفي لحظات كانوا يحيطون بأمرأة ترتديبنطلون جينز وقد اطلقت فوقه قميصا حريريا فضفاضا يستر بدانتها وآثار (النغنغة) البادية عليها ، كنت الاحظ هذا المشهد وانا واقفة في المطبخ وفيما كانت هذه المرأةتصلح غطاء رأسها وتتأكد من وجود النظارات الطبية على عينيها وهي تتجه نحو بابناولأن القادمة الينا امرأة كما رأيت وتأكدت فقد اسرعت بتنبيه من في البيت وخرجت علىعجل لأستجلي حقيقة هذه المرأة التي انتشر رجال حمايتها في الشارع فيما دفع اثنانمنهما كانا يتقدمانها ضلفة الباب ودخلت ورائهم.
كنت في غاية الارتباك وانالا اجد معنى او تفسيرا لما اراه الا ان المرأة فاجأتني وهي تناديني باسمي ثم جذبتنيبدلا من ان تسلم علي وقالت لي هامسة (شنو مشايفة نائبة بالبرلمان؟) وما ان سمعتصوتها حتى تذكرت جرادة البائسة انها هي.... لقد ازدادت لحما واثرت فيها المساحيقومواد التجميل والنعمة الظاهرة عليها وقبل ان اقول لها ما كانت تخشاه التصقت بيمحذرة من أي كلام امام الواقفين عن الماضي واخبرتني انها الان (الست جنان) وكفى، ثمنادت على شخص اسمه رضا كان يبدو اصغر منها بعشر سنين وقدمته لي على انه زوجهاوالتفتت الى البيت الذي كانت تسكنه وهي تكلم زوجها:
هذا هو البيت الذي حدثتكعنه ثم خاطبتني بلهجة واثقة وهي تطلب مني الاتصال بصاحبة الدار لتحديد ثمن معقولللدار لأنها قررت ان تمتلكه مهما كانت العوائق فلها فيه كما قالت ذكريات لا تنسىكنت في الحقيقة مأخوذة وانا اسمع وارى شيئا كأنه الحلم لكن الست جنان ربتت على كتفيمداعبة ومستأذنة بالانصراف وهي تقول لزوجها : اعط فلانة (وسمتني بأسمي المجرد) ارقام الهواتف فلربما تحتاجني بخدمة فانا صاحبة اصول ولا انسى صديقاتي ثم قفزت الىالسيارة ولم تترك لي فرصة توديعها بما يليق بمقامها..!! فلقد طارت بها السيارة وحلقخلفها عدد من الرجال المسلحين ولم تترك لي سوى الغبار الذي خلفته عجلات السياراتالمسرعة.
انها جرادة التي اصبح اسمها الست (جنان) عضو مجلس النواب العراقيعن قائمة الائتلاف واسمها وارقام هواتفها الخمسة مطبوعة على كارت وردي لماع وبخطوطبارزة انيقة. فمرحى لمن تمثله جرادة... مناضلة سوبر فوق العادة..!
منقول